لوحة آراكني لفيلاسكيز

يخيل للمرء أحيانا أن الإغريق خلدوا أساطيرهم في كل شيء ؛ وأنهم حاكوا للطبيعة والمخلوقات حكايا لاتبلى .
أفلت حضارتهم ومعتقداتهم و بقيت أساطيرهم تلهم الشعراء والأدباء والرسامين.
في كثير من اللوحات نجد تجسيدا للأساطير الإغريقية وهي في ذلك تكاد تنافس القصص الإنجيلية التي شغلت ريشات الفنانين.
أسطورة آراكني واحدة من تلك الأساطير العتيقة التي ربطت العنكبوت بقدر آراكني التي أتقنت الحياكة وتفوقت على الآلهة آثينا فأشعلت غيرتها وغضبها ،وكان مصيرها أن تحولها آثينا إلى عنكبوت بعد تمزيق عملها الباهر.
آراكني الماهرة هي التي يجسدها الفنان القدير فيلاسكيز(1599ـ1660) وهي منهمكة في العمل قبل أن تلقى مصيرها.

آراكني هي الحاملة لكبة الصوف وآثينا الجالسة أمامها بالقرب من العجلة التي يجسدها الفنان بشكل بارع يوحي بأنها تتحرك فيضفي على جو اللوحة واقعية وحياة.
خلفية اللوحة تحمل  سجادا مزينا  بصورة جزء منها مستوحى من سماء ' خطف أوربا 'للفنان الإيطالي الشهير تيتيان .

  فيلاسكيزكان معجبا بأعمال  تيتيان كإعجابه بروبنس الذي كتب له أن يلتقي به عام 1628.

آراكني لفيلاسكيز لوحة باروكية غنية بتفاصيلها وألوانها ومستوياتها التي تجعل المشاهد يطيل التأمل ليدرك كل ماتحمله من رموز ومعان ودأب لصنع الأجمل.
Nassira