الرعب

ماتت فينا أشياء كثيرة ونبت الرعب. كُنَّا نتوقع أن أمرا غير طبيعي كهذا سيزول مع الوقت وأن في الطبيعة مايهزم شذوذها، لكن الأيام فضحت سذاجتنا و عرت ثقتنا البريئة لدرجة جعلت وجوهنا تنفر من المرايا. كانت الريح تهب وينتشر الرعب.ي خال لنا أنها تزرعه وتتواطأُ معه ضدنا وتضيق علينا الأمكنة. كثيرون منا حاولوا إقتلاعه وما جنوا من أشواكه وأوراقه المسننة غير الدم، دم أحمر سائل ومهزوم غير مُجْدٍ ، دم مبعثر الكريات يغادر الأجساد و لايعيد الذي كان بل يذهب بالأرواح والأحلام. اعتقدنا ،وكنا واقعيين في تقديرنا ، أننا سننتهي متضائلين شيئا فشيئا حد الاندثار. وهربت ظلالنا من خلفنا.
في طريق الانمحاء غيرت بصيرة عجوز عمياء مسارنا .
قالت:'هُبُّوا للحياة ولاتخرجوا منها بيسر ولو مرغمين.' و تنهدنا قلنا أننا متعبون. ردّت بأنّ القلب أب الحواس، فيه صندوق الشرور و سلم الخلاص. أنّ في القلب كنوز الأماني و عناقيد الأمل و طلبت أن نخرج من من قلوبنا مفاتيح أبواب الحياة .
قلنا :' لا قلب للرعب و قلوبنا ستتوقف فنموت و يبقى هو '.
وضحكت .
ربما كانت تضحك من يأسنا أو ربما ضحكت مع شبح غد لانراه.
قالت:'ماأتعس واقع الرعب لا قلب له !' وضحكت من جديد . '
'تشبثوا بالحياة ' أضافتها رافعة صوتها وحدثتنا موقنة عن الموت الذي لايكتب أواخر كل الأمور وعن ماتجتثه الكارثة .
و ظلننا ننتظر الكارثة.
Nassira--