إن صمتت

كنت تركت الظنون وأطلقت كَفِّي شراعا يلاحق ظهر يدك الهاربة لولا أن هبت الأرياح و زمجرت شفاهك.
كم كان في جوفي من بداية و كم استعجلت نبرة صوتك موتها وأنت تهلِّلُ بشعائر الرحمة و تداعب الرُّمح.
استدارت الشمس و لم تغزل شعاعها و كلامك يسقط كالبَرَد، يتكور كالحصى ، يتسنن كالشوك . و لن أتحدث عن وعاء الحلم الذي انكسر بعده و لا عن القلب الذي نزف و لا عن اثنين كانا نحن و صارا أنت وأنا وبينهما العاصفة.
لو كُنْتُ بُحْت لقلت ما قالته الأرض وهي تشرب دم الجميل هياسنتوس.
تَكلَّمَتْ بالزهر أزرقا وورديا وأبيض ووهبت الحياة بعد أن طوت الموت.
إن انعجَنْتُ بصمتي فلِكي أُنْبت جمالا و حسنا ولكي أكتب أسطورتي على شاطئ بحره يحنو على المحار ويحتضنه و لا يلفظه قبل أن يحبل باللآلئ و السعادة.
إن صمتت فمن أجل أقواس قزح وأسراب فراشات تطير في اتجاه النور لا في اتجاه العاصفة.
 Nassira