ثرثرة على هامش الذبول
''ماذا تطلب الوردة الذابلة غير السقوط بين يدين حنونتين تدركان أن العطر يخلد وأن الذبول لايفني لغة الورد؟'' هكذا خلت الوردة الوسطى تحدثني وأنا أستعد لتجفيف الباقة التي أخرجتها من المزهرية. قصصت جزء ا من السيقان و ربطت الحزمة بخيط قبل إخراجها للحديقة ، مالم يتأت لي و الجرس يباغتني برنينه. كان علي أن أنظر من عين الباب لأرى إن كان الزائر مرغوبا فيه أم لا لكنني لم أفعل ، ربما لأن انسجامي مع عملي اليدوي جعلني أستعجل فتح الباب ثم إغلاقه و العودة إلى ممارستي التي بدت لي نبيلة إلى حد ما.. جارتي مونيك تقف منتصبة القامة، مصففة الشعر ، مشرقة المحيا رغم تقدم العمر بها ، أنيقة كما اعتادتها العيون و الصباح ومرآتها . تحمل في يدها علبة قد رسم عليها تمثال ما تبادر لذهني لأول وهلة أنه لآبولو. مونيك عادت من اليونان راضية تماما عن رحلتها السياحية و أحضرت لي علبة حلوى كهدية . لو غادرتني بعد حديثها عن الرحلة فقط لقلت عنها أنها امرأة تعيش حياة مابعد التقاعد سعيدة، متناغمة لكن الحديث أخذنا إلى أمريكا و ابنتها التي تعيش هناك. مضت ثلاث سنوات و لم تر أمها ، لم تأت في إجازة رأس السنة ولا عندم...