المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١١

ثرثرة على هامش الذبول

صورة
''ماذا تطلب الوردة الذابلة غير السقوط بين يدين حنونتين تدركان أن العطر يخلد وأن الذبول لايفني لغة الورد؟'' هكذا خلت الوردة الوسطى تحدثني وأنا أستعد لتجفيف الباقة التي أخرجتها من المزهرية. قصصت جزء ا من السيقان و ربطت الحزمة بخيط قبل إخراجها للحديقة ، مالم يتأت لي و الجرس يباغتني برنينه. كان علي أن أنظر من عين الباب لأرى إن كان الزائر مرغوبا فيه أم لا لكنني لم أفعل ، ربما لأن انسجامي مع عملي اليدوي جعلني أستعجل فتح الباب ثم إغلاقه و العودة إلى ممارستي التي بدت لي نبيلة إلى حد ما.. جارتي مونيك تقف منتصبة القامة، مصففة الشعر ، مشرقة المحيا رغم تقدم العمر بها ، أنيقة كما اعتادتها العيون و الصباح ومرآتها . تحمل في يدها علبة قد رسم عليها تمثال ما تبادر لذهني لأول وهلة أنه لآبولو. مونيك عادت من اليونان راضية تماما عن رحلتها السياحية و أحضرت لي علبة حلوى كهدية . لو غادرتني بعد حديثها عن الرحلة فقط لقلت عنها أنها امرأة تعيش حياة مابعد التقاعد سعيدة، متناغمة لكن الحديث أخذنا إلى أمريكا و ابنتها التي تعيش هناك. مضت ثلاث سنوات و لم تر أمها ، لم تأت في إجازة رأس السنة ولا عندم

أنا مع الأمهات

أيا من تُبكون الأمهات اخجلوا من تاريخكم، من بشاعة نفوسكم ،من عيونكم الزجاجية في المرايا وقلوبكم العمياء. أيا من تخرجون النساء من ديارهن مهرولات لدار الغريب و خيام الجار ذكورتكم شؤم و بنادقكم عار و رجولتكم وهمٌ و بخار. الأمهات قديسات هذا الكون، باعثات الحياة، زنابق الأرض الملونة . فكيف يطيب لكم اجتثاث الزنابق؟ و كيف تودعون كف الحياة جمرا ورمادا بعد أن أهداكم بسمة وربيعا؟ الأمهات من لبسن الصبر و لبسهن الحنان، من تزين بالأمل وزينهن العطاء. من يخطف من صدورهن السكينة آثم ومن يبتر فروع أمومتهن مجرم و من يدعي المجد والسؤدد ويسقطهن جاثيات على ركبهن أرضا هاوٍ للذلة وساعٍ إليها. أنا مع الأمهات إن بكين بكيت. إن صرخن صرخت إنسانيتي بداخلي. إن ودعن فلذات أكبادهن الوداع الأخير اهتز كياني و ارتعشت ورجوت الله. أيا رب رحماك ياأرحم الراحمين، ارأف بنساء حملن الآدمي نطفة وجنينا و وليدا وسكبن عليه حبا ورعاية . جار عليهن الظالمون ، المتجبرون المستكبرون في الأرض فيارب جازهم وجازهن كل بصنيعه . يارب اعصف بصانعي عذاب الأمهات وأرهم من عذابك أصنافا وألوانا. Nassira

إن صمتت

كنت تركت الظنون وأطلقت كَفِّي شراعا يلاحق ظهر يدك الهاربة لولا أن هبت الأرياح و زمجرت شفاهك. كم كان في جوفي من بداية و كم استعجلت نبرة صوتك موتها وأنت تهلِّلُ بشعائر الرحمة و تداعب الرُّمح. استدارت الشمس و لم تغزل شعاعها و كلامك يسقط كالبَرَد، يتكور كالحصى ، يتسنن كالشوك . و لن أتحدث عن وعاء الحلم الذي انكسر بعده و لا عن القلب الذي نزف و لا عن اثنين كانا نحن و صارا أنت وأنا وبينهما العاصفة. لو كُنْتُ بُحْت لقلت ما قالته الأرض وهي تشرب دم الجميل هياسنتوس. تَكلَّمَتْ بالزهر أزرقا وورديا وأبيض ووهبت الحياة بعد أن طوت الموت. إن انعجَنْتُ بصمتي فلِكي أُنْبت جمالا و حسنا ولكي أكتب أسطورتي على شاطئ بحره يحنو على المحار ويحتضنه و لا يلفظه قبل أن يحبل باللآلئ و السعادة. إن صمتت فمن أجل أقواس قزح وأسراب فراشات تطير في اتجاه النور لا في اتجاه العاصفة.  Nassira