فوق السحاب

فوق السحاب، الأفق برتقالي و الغمام رمادي كثيف. بعيدا قبل الأفق منازل و بقال الحي ملاك.
من يستيقظون باكرا يزيحون الغمام عن اليمين و عن الشمال لتعبر الأرانب ثم الظباء البيضاء و النساء الحارسات العائدات بالحليب.
-' كم برتقالة ياترى هناك؟'
تسأل إحداهن رفيقاتها.
فتجيبها إحداهن:' واحدة تلمع، لو تعلمنا التجارة لقايضنا، بدلنا الحليب بذهب النور ومشينا مشرقات الشعور، تأتي الريح فتسرق منا ذرات لتسقطها على الأعياد و الجفون.'
- ' لسنا تاجرات مهارات' ، تقول أخرى:' و ليس علينا أن نكون كذلك، على الأقل الآن، بالحليب الذي معنا يمكن أن نبيض الغمام فتحتبئ الأرانب و الظباء، يمكن للملاك أن يشرب كوبه الصباحي ويضيف إسما على الورقة. في آخر مرة رأيته يكتب أرقاما بينها حروف، آخرها نون.'
تتدخل ثالثة:' يالك من ساذجة! النون محطة كاملة ألم يخبرك الياسمين؟'
إحدى الغمامات تململت حينها و كأنها تنهاهن عن الثرثرة، أو ربما كانت تمسح عن نفسها خطواتهن، لا تريد أثرا عليها ولا أسرارا.
Nassira 14-11-21-Nice.