المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٠

عن القراءة: علينا أن لانقصد الكتب كهاربين ونافرين من الحياة بل كأصحاب إرادة(1911) هرمان هسه (ترجمتي)

صورة
  القارئ، الذي يريد تمضية الوقت أو التسلية، و ذلك الذي يتوخّى تطوير نفسه، يعتقد أنّ في الكتب تلك القدرة المختبئة للتنشيط والارتقاء بالأذهان، لكنه لا يعرفها حقًّا ولا يستطيع تقديرها. لذلك يتصرف كمريض غير رشيد يعرف أن في الصيدلية أدوية جيدة كثيرة فيبدأ بتجريب كلّ مافي الصيدلية تباعًا وبجرعٍ متتالية. ومع ذلك فإنّ في الصيدلية فعلاً، كما في المكتبة ومحلّ بيع الكتب، أدوية مناسبة للجميع ومن المفترض من كلّ واحد أن يأخذ لنفسه منها ما يقوّيها وينعشها عوض أن يسمِّمها و يشحنها بالزّوائد. من المستحب بالنسبة للكتّاب أن يُقْرَأَ كثيرا، وربّما يبدو غير معقول أن يجد كاتب أنّ النّاس يقرأون كثيرًا، لكّن مع الوقت فإنّ بهجة الكاتب تزول إذا كان يرى أنه يُفهم بالشكل الخطأ ويساء إليه في كلّ مكان. عشرة قرّاء جيدين وممتنين أفضل وأكثر إرضاءً ، رغم العائدات القليلة، من آلافٍ من اللاّمبالين. لذا أجرؤ وأصرّح بأنّ هناك قراءات أكثر من اللاّزم في كلّ مكان، وليس للأدب في كثرة القراءة هذه أيّ شرف بل بالعكس هناك إساءة له. الكتب ليست لجعل الناس الذين يفتقدون للاستقلالية أكثر تبعية، وليست لإعطاء بديلٍ رخيص مبنيٍّ على الو

الإعتراف الحقيقيّ من الناس العاديين بالشّاعر غير موجود وقدر الكتّاب أن يُساء تقديرهم ــ هرمان هسه ( ترجمتي)

صورة
لا تغضب إذا لم أجب مباشرة عن سؤالك بشأن الكُتَّاب الذين أسيء تقديرهم. لقد حاولت جاهدًا لمدّة ساعة لكّن ذاكرتي سيّئة ولم تسعفني بأسماء الكتّاب الضّروريين. عندما حاولت ربط الأمر بالماضي وتذكّر كتّاب من الماضي البعيد أُسيء تقديرهم ولازالوا لم يُمْنَحوا حقّ قدرهم، مثل جان بول وبرينتانو وأرنيم وكلّ البقيّة، إنتبهت فجأة أنّه لايوجد كتّاب إلاّ ويُساء تقديرهم. الكاتب كظهور مريب، يبدو وكأنّ قدره المُلِّح ضمن القطيع البشريّ أن يساء تقديره وكأنّ تلك في الحقيقة هي مهمّته الرّئيسية. طبعًا لايحدث الأمر دائما بطريقة خشنة 'بأن يخرج من الواقع ' بأن يُجوّع نفسه وحيدًا في غرف باردة في عليّة ما أو أو بطريقة ليست أقّل تفضيلاً بأن يصير مجنونًا. هناك كتّاب يساء تقديرهم لأنّ كتبهم لاتُقرأ؛ كلّ الكتّاب الألمان الحاليين الكبار ينتمون لهذه الفئة. هناك كتاب آخرون أيضا قدرهم أنّ كتبهم بدزّينات ومئات من الطّبعات ولذلك ليسوا بأكثر تقديرًا. إنّ الإعتراف والتقدير الحقيقيين للشّاعر من النّاس العاديّين غير موجودين، إنّهما مجرّد تخيّل عند المؤرخّ الأدبّي. الكاتب، وقد يعرف ذلك أو لايعرف، ميتافيزيقيّ وليس لديه أب