المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

من رسالة لهرمان هسه إلى فنّان شابّ ( ترجمتي)

صورة
5 يناير 1949، الفاضل ج.ك، شكرا على رسالة العام الجديد التي بعثت. إنها محزنة ومحبطة وإنّني أفهمها جيدا جدًّا. لكّنها تتضمن المغزى أيضا؛ كونك تتعذب بفكرة أنّ لك وحياتك معنى ومهمّة مقسمّة تعذبك إن لم تقم بها. أمر مليء بالأمل رغم كل شيء لأنّك تذكر الحقيقة في كلمات، وإنّي أرجوك أن تتذكر ملاحظاتي القليلة عنها من حين لآخر وأن تفكّر فيها. هذه الأفكار ليس لي بل هي قديمة جدًّا وهي أفضل ما فكّر فيه الناس بشأن أنفسهم ومهامهم. ما تنجزه أنت في الحياة، ليس فقط كفنّان لكن كإنسان أيضا، كرجل وأب، كصديق وجار إلخ، يعتبر منذ قرون 'معنى ' العالم و منذ قرون أيضا العدالة التي لا تقاس بمقياس ما معيّن بل بمقياسك الشخصي الخاص بك وحدك. الإله لن يسألك، إذا كان سيحكم عليك:'هل صرت هولدر أو بيكاسو أو بيستازولي أو غوتهلف؟ 'لكنه سيسأل: 'هل كنت وصرت فعلا ج.ك الذي امتلك المواهب والصفات الوراثية التي مُنِحت؟ ' وهنا لن يتذكّر قطّ أي إنسان طرق تيهه دون فزع أو خجل. سيقول في أقصى الأحوال: 'لا، لم أصره ، لكنّي على الأقلّ حاولت حسب جهدي.' وإذا استطاع أن يقول هذا بصدق فإنّه يكون معذورا ويكون

رسالة للقارئ من هرمان هسه ( ترجمتي)

صورة
إلى قارئ -- هرمان هسه يوليوز 1930 (ترجمتي) '... عندما يكتب قارئ إلى كاتب ويقول له أنّ إصداره الجديد يعجبه ويهنئه، يضيف غالبا عبارات سلبية عن عمل آخر ما للكاتب نفسه. هذا على الأقل مايحدث معي دائما. من يهنئني على 'سيدهارتا' يرفض 'دميان' أو 'كلينكسر '. من أحبَّ ' ذئب السهوب ' وجد ' نزيل المنتجع الصحي ' ضعيفا. من أرسل لي المديح عن ' فم الذهب ' لم يفعل ذلك دون أن يسرّب بأن لا أحد توقع بأنني بعد رداءة 'ذئب السهوب ' سأكتب رواية بهذا المستوى. لاأحد من هؤلاء القراء يستطيع أن يقول لأمٍّ من دائرة معارفه بأنه يهنئها على طفلتها أنّا لكن طفليها إميل وماري منتوجان بالغا الرداءة. بالنسبة للكاتب الأمر سيان. بالنسبه لي ' كنولب ' و'دميان '، 'سيدهارتا'،'كلنكسر '،' ذئب السهوب ' و 'غولدموند ' كلهم إخوة بعض، كل واحد تنويع لثيمتي. أن يكون هناك قراء لايرون في 'ذئب السهوب ' مجرد حكايات عن الجاز و حفلات الرقص، بينما لايرون المسرح الساحر ولا موزارت ولا حتى 'الخالدين ' الذين يشكلون في الح

"كراهية الشّعر" للشاعر الأميركي بن لرنر

صورة
    كراهية الشّعر  كتاب للشّاعر الأميركي بِنْ لِرْنِرْ صدر عام 2016 يتناول فيه تناقضات وانطباعات سلبية متعلّقة بالشِّعر وحتّى   الشعراء. فيظهر تشابه واضح بين ما يكابده الشعر الأميركي وما يكابده الشعر العربيّ. وحسب الكاتب فإنّ مقالات مطولة تصدر باستمرار تحاكم الشِّعر أو تعلن وفاته وتتهم الشُّعراء المعاصرين بتردّي واقع الشِّعر؛ أمرٌ لافتٌ للانتباه إذا قارنا الشّعر بأشكالٍ فنية أخرى. يتطرق هذا الكتاب لمأزق الشعراء الكبار الذين يصارعون محدودية القصائد التي تخيب آمالهم؛ والشعراء الذين يكتبون شعرًا شديد الرداءة لكنهم يظهرون، حتى ولو من دون قصد لمحة من طاقة كامنة، فضلا عن الشعراء الطلائعيين (المنتمين للحركة الطليعية) الذين يكرهون الشعر لأن القصائد تبقى قصائد ولا تتحول لقنابل، والنوستالجيين الذين يكرهونه لأنه لا يفعل ما قد فعله في الماضي، غير مدركين أن تصورهم عن الشعر في الماضي مغاير للحقيقة. تناقضات وانطباعات سلبية للشِّعر  شعراء يفشلون في كل مرّة يستشهد الكاتب بتفسير للشاعر ألن غروسمان الذي يرى أنّ الشِّعر يأتي من الرّغبة في تجاوز النّهائيّ والمؤقّت؛ للارتقاء والوصول للإلهيّ اللاّمحدود (الما