مع الفراشات وبينهاـــ نصيرة تختوخ
الساعة متأخرة لدرجة أني لاأتبين العدد الذي يشير إليه إصبعها الأنحف، أخمن أنه مائة وخمسون منهكٌ ومستريح على صفره ، أغادره إلى تاريخ اليوم فلا أجده. تخبرني الفراشات الملتصقة المبعثرة على جسدي أنّنا هربنا من الفستان وأنّنا في الموسيقى، علينا أن نستدير فقط مع الإيقاع لتنبت تفاصيل فصلنا المحبب، تُقنع الشمس بأن تعود. أبكي لذكرى آخرِ لقاءٍ لنا ونزول خيطها الذهبي على محيط رأسي؛ أشتاق. لا أحد لديه مايكفي من القلب ليحسّ بِرِقَّتي الكاملة وحالتي الدقيقة في الاشتياق. الفراشات اندهشت؛ قريبا تغير رأيها، تعود مرفرفة تتفرق على الفستان وغطاء السرير لكني أحاول من دون بيانو ولا كمان ولا خطّ لوني يمتد كشريط حريري يحركني، أتحرك. أتقدّم، أتأخر، أتأخر، أتقدّم أكثر في التأخر، أكاد أنسى وتعيدني الفراشات تتقدم تتأخر تتقدّم أكثر في التأخر ونسقط معًا لولاها، لولا أجنحتها التي تكبر. أبكي مجدّدا من أثر الجمال والقوّة على حواسي والجسد وأسمعها تواسيني خائفة على نفسها من المطر. أقابل كلّ تلك القُبَلِ التي تشير إليّ وتحيّيني كملكة عائدة ولاأفهم غير أنّي حافية القدمين أحتاج إلى حذاء أو حناء دافئة تلبس قدميّ، أرفض ...