في النقيضين

اللّيل على باب القلب والقلب يضيء بما تبقّى فيه. القليل هو ماعنده، القليل الشّاهق،القاسي على نفسه، القليل النّفيس الذي يتبقّى ليقاتل النّهاية.
اللّيل قريب بثوب طويل رائحٍ إلى الماضي، لايأخذ ولايعطي فقط يُوقظ وينتظر.
 لِيَنْتَظر.
أعمى عمّا يأتي مُتَسَحِّبًا في الحُلْمِ، أصمّ عن موسيقى الدّقات الآتية من الدّاخل، أُمِيٌّ لايكتب بستانًا
ويقولون: 'يالِيلْ'،
أسأله : 'هذه يدي، أين يدك ؟'
الوقتُ قيثارتُه ،خرساء  يتركها، وينتظر.
 لِيَنْتَظِرْ.
سأُعلّمه قطرةً قطرةً أن ينتظر لَيِّنًا،
أن يذوق بطبعه المُبْهَمِ طولاً آخر.
أعلّمه شمعةً حارقة تقطر :إنتظر، إنتظر...
حتّى يتبرعم في القلب مايكفي
ليأويه،
لأُمَلِّكَهُ ظلامي،
أنساني في ظلامه،
 سينتظر..
**
الصّباح زورق
 بات مع  زنابق الماء.
 عندما يجيء
 أقول  له : '' خذني ''.
--Nassira--