أيّها المرهفون، توقفوا، حاولوا أكثر!-- نصيرة تختوخ
'' الأشخاص الذين يقولون لي أنهم لا يستطيعون مشاهدة صوري يجعلونني أغضب. إنني شخص مهذب. أقول دوما:'' مامِنْ مشكلة، أتفهم. إنها معضلة.'' لكنها كذبة. عميقا بداخلي أصرخ بأعلى صوتي: '' لا تقدر على النظر إلى صوري؟ إذن حاول أكثر! أيها الناعم، المتذمر من العالم الأول! إستيقظ! هؤلاء أناس حقيقيون! إذا لم تقدر على الإحساس بألم في المعدة، غادر هذا الكوكب! عليك النظر إليها ''. المقطع أعلاه المترجم من كتاب '' بورنوغرافيا الحرب '' الصادر في أكتوبر 2014 للمصور الألماني كريستوف بانغرت يوضح جليًّا موقف كاتبه مما التقطه من صور في الحروب ومن طريقة تعامل الآخرين معها. لنا أن نقرأ صرخته الداخلية ونتأنى، نتساءل أو نراجع تصرفنا أمام صور الحرب. أهو محق؟ أم أنّ بعض الصور فوق قدرتنا على التحمل؟ مُنْصِفون أم مذنبون في نشرها أو تجاوزها؟ لنفترض بداية أنّها غائبة. أنّنا نسمع فقط عن الحرب، عن تحركات هذا الطرف أو ذاك وعن المواقف الدولية وعدد الضحايا. الموتى والجرحى الأرقام البعيدون عن التخيل لحما ودما وألما. سنفهم بالتأكيد أن الحرب ليست نزهة بالتأكيد لكن ...