وقفات فنية

حاولت الإسراع قليلا، مررت بلوحات مُظلمة لكوربيه وابتسمت. قلت في نفسي كم أتعب تمثيل الضوء الفنانين وكم أضناهم في نقله ليكون كما يكون وكما يشاؤون ويستقر النور بوهجه وروعته في مشاهدهم.
سالومي بريشة دوشاڤان كانت تعطي الإشارة ليفقد يوحنا المعمدان رأسه.
إبتعدت عنها لتستوقني خزانة كييس فان دونغن، المرأة والألوان داخل الإطار تشي بأسرار لمسات ريشته وتدرجات الأصفر تزيد من حضور اللوحة في المكان.
التركيبة الثانية لمربعات موندريان خلت من الأحمر فيها أصفر وأبيض وقليل من الأزرق يتناسق مع أشكال كادينسكي في الجوار ووجوه أزواج پيكاسو في الجدران القريبة.
جئت قاصدة مجموعة كوكوشكا لوحات بتوقيعOK لكن دالي حاضر والجدران المخصصة لأعمالـه تفتح عوالم نوافذها لوحاته.






لم ألحظ الخطوط على تنورة المرأة المتأملة البحر قبل اليوم، شاهدت اللوحة كثيرا في الصور ولم يكن في أي منها بحر دالي الحقيقي الذي يأخذ المشاهد إليه برماديه وزرقته وانفتاحه على العين.
كيف نجح دالي في جعل مائه يتوحد, في لوحة الطاولة والشمس, مع الرمل وأوقف الجَمَل والقوارب والخيال في عالمه المدهش الذي لايكبح الخيال ويدعمه ليصير حقيقة.
الفتاة تلعب بالحبل في لوحته الثلاثية وهو يمشي مع شبح آخر يبدو أنه يرمز لأخيه الذي توفي ومنحه إسمه.
تقول المعلومات في البطاقة المجاورة أنه رسم اللوحة لصديقه إدوارد جيمس الذي كان يدعمه ماديا وأن الفتاة ترمز لذكرى طفولة سعيدة ويسألني الحارس: هل أخذت صورة جميلة ؟ يطرح سؤاله بالإنجليزية يظنني سائحة أجنبية.
أتذكر محمود درويش كما يفعل السائح الأجنبي وأبتسم أرد بالهولندية: ''Ja''(نعم).

 
 
 
Nassira