كـــل المسافة كانت خطوة


كـــل المسافة كانت خطوة واحدة تتقدمها فأنحني على راحتيك كسنبلة مثقلة أضنتها ريح الشمال وأهمس: 'رِفقًا'.
تراني بوضوح، تراني كما أنــا.
تلــمس نزيفا من حزن ومن تعب ،وتلوح بمنديـــل من راحـــة و فرح دون أن تسأل.
في كل سؤال خطوة إلى الوراء ، بعد كل سؤال عتاب، على ظهر كل سؤال سلة من حصى .
فلــِـمَ الأسئلة وماذنبها السنابل إن كــانت الريح عصفت على هواها وعربدت ممارسة طقوسها ؟
إحتجتك تنسكب ضحكا ولحنا وحنوا.
تلعب بمناديلك الملونة فتخرج حمامات وفراشات وتُدْخِلُ من عمرك إلى عمري أرجوانيا وليلكيا وأزرقا نقرته حماماتك من ثوب السماء.
إحتجتك تبسط جناحا وتومئ للاختباء تحته .فأختبئُ حتى أنام و أذوب في حلم الريش .
أغامر للوصول إلى خيوط الشمس وقد تأتي هي إليَّ .تتشابك وتصنع فوضى الدفء .
تُلْبِسُ الفناجين دوائر صفراء ومعصمي إسورة .
لم تعرف عني كل هذا، لم تقرأ حاجاتي، لم تدرك المسافة.
عودتك أن أضحك ،أن أغضب ،أن أهرب ،أن أعود.
عودتك أن أكون ،أن أثرثر كالموج، أرغي وأزبد، أعلو وأهبط.
عودتك ونسيت أن أخبرك أنني في كل أحزاني كنت وحيدة ،وأني كنت أم أمي ويتيمة أبي .
كالأنبياء تعلمت أن أمسح دموعي غيري بالفطرة وخلافهم أبكيت غيري عن غير قصد وطلبت السماح من الإله ثم منهم ، وتصدقت بكل فطائر طيبتي ونمت جوعى.
خطوة واحدة صارت ميلا ثم زمنا ومشوارا بين كوكبين وبكيت ثم سكتت.
وضعت شالي الأزرق لو رأيته لقلت ´كم هو جميل ´ بكل السنونوات التي تزينه ولكنت ابتسمت .
لأني أمام الأوهام لاأملك غير ابتساماتي فما أحزن أسراب السنونو وماأبعدك . وماأنعم الشال الأزرق على عنقي حتى يأتي الربيع ويستدير قرص الشمس.


Nassira


للمزيد من مواضيعي