المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٢

كـــل المسافة كانت خطوة

كـــل المسافة كانت خطوة واحدة تتقدمها فأنحني على راحتيك كسنبلة مثقلة أضنتها ريح الشمال وأهمس: 'رِفقًا'. تراني بوضوح، تراني كما أنــا. تلــمس نزيفا من حزن ومن تعب ،وتلوح بمنديـــل من راحـــة و فرح دون أن تسأل. في كل سؤال خطوة إلى الوراء ، بعد كل سؤال عتاب، على ظهر كل سؤال سلة من حصى . فلــِـمَ الأسئلة وماذنبها السنابل إن كــانت الريح عصفت على هواها وعربدت ممارسة طقوسها ؟ إحتجتك تنسكب ضحكا ولحنا وحنوا. تلعب بمناديلك الملونة فتخرج حمامات وفراشات وتُدْخِلُ من عمرك إلى عمري أرجوانيا وليلكيا وأزرقا نقرته حماماتك من ثوب السماء. إحتجتك تبسط جناحا وتومئ للاختباء تحته .فأختبئُ حتى أنام و أذوب في حلم الريش . أغامر للوصول إلى خيوط الشمس وقد تأتي هي إليَّ .تتشابك وتصنع فوضى الدفء . تُلْبِسُ الفناجين دوائر صفراء ومعصمي إسورة . لم تعرف عني كل هذا، لم تقرأ حاجاتي، لم تدرك المسافة. عودتك أن أضحك ،أن أغضب ،أن أهرب ،أن أعود. عودتك أن أكون ،أن أثرثر كالموج، أرغي وأزبد، أعلو وأهبط. عودتك ونسيت أن أخبرك أنني في كل أحزاني كنت وحيدة ،وأني كنت أم أمي ويتيمة أبي . كالأ

فلــورا

زِفيروس -ريح الغرب- أحب كلوريس ،أو فلورا كما سماها الرومان، ومنحها السلطة على الربيع وعالم الزهور. هكذا تحكي الأسطورة الإغريقية بإيجاز . ولمن يبحث عن تفاصيل الدرس الطبيعي كتبت فلــورا ،بساق زنبقة مغموس في رحيق سوسنة بحروف ليلكية ، أن من يحب عليه أن يهدي إلهة حبه أشياء أبقى من الريح , وأوفى وأرق وعودا من العاصفة. Nassira

عندما يضيق الصدر ...

عندما يضيق الصدر ... أوكسجين---O2 قليل من الهواء ،بضع أمتار مكعبة من الهواء. هواء حتى تمتلئ الرئتان وحتى يطرد الهواء الهواء. مايكفي من الأوكسجين . أو (O)وخلفها إثنان(2) صغيرة متعلقة بدائرة الهواء متدحرجة في الشريان. Nassira

أسرار وردة ..مع دموعي

لاينتبه المارون لتمزق ورقة الوردة. لاينتبهون لأي جهة تميل، أتميل لليمين أكثر أم للشمال. عندما تهدهدها الريح ،لاتسأل الريح نفسها إن كانت الورود ترغب في الاهتزاز أم في السكون. تطير الفراشات فوقها و النحل و الطير ... وتختلف أحجام العابرين فوقه ا ... وتبقى التفافات الوردة نفسها. بتلة على بتلة، بتلة تستدير على أخرى، بتلة تنتهي عند أخرى، بتلة تنظر إلى السماء وأخرى إلى ساقها. كل البتلات بنفس النعومة و كل البتلات معطف الوردة الأنيق الذي يلهي عن تمزق الأوراق وانحناء الساق ونتوءات الأشواك. Nassira

اللطفاء

اللطفاء قليلون هم اللطفاء. أقل من الشموس في الشتاء. لذا نتذكرهم وقلوبنـــــا تدفأ. Nassira

ماأتفهها الطيور!

في ذلك العام قررت أن أكون سعيدة، سعيدة كالطيور وأطوي الماضي كورقة تفقد شكلها الأصلي بإبداع الأوريغامي. الطيور تغرد وترفرف ولاتأبه بالأمس. لاتقول قد أستحيل طريدة أو قد تكسر جناحي العاصفة. في المدينة ،الزاحفة المبتلعة لحدودها كل يوم ، امرأة مثلي مجرد عود كبريت في علبة بجوار علب كثيرة في مخزن لا يحد. لاتحتاج علبة الكبريت لدليل ولا يحتاج أي عود من أعوادها لذاكرة. الحدث الوحيد الفاصل في حياة عود كبريت هو الاشتعال ولحظته قدر لا مناص منه ،لا يستدعي حسابات ولاقلق. صادفته و لم نجهد أنفسنا لنقترب. كان فيه شيء مني وكان فيَّ أشياء منه، أكتشفها فأفاجئ. أنظر إلى روحي فأجدها تضحك أيضا. بيسر انسكبت قصة قلادته المصنوعة في تينيريف ،و بيسر تغامزنا على زميلتنا التي تحسب نفسها خبيرة وتقع كل يوم في ورطة وبمنتهى اليسر كنا نفهم الجمل دون إكمالها. عرفت منه بحرا من التفاصيل عن نفسه وعرف عني مايكفي لكي لاتولد أسئلة شخصية لاأشتهيها. لا تُطالَبُ الطيور وهي تدخل السرب بجرد لتاريخها وطبوغرافيا رحلاتها. لاتبحث إلا عن التشابه وتتجه نحو الدفء مجتمعة متدفقة في السماء بانسياب. كنت قررت أن لاأعيد النظر إلى الخلف ,

حدوث اللاشيء

أحاول استعادة الإيقاع. ورهفي لايسعفني، يجعلني متراخية كالحرير رفِيفة. تاهت العادات عن نواياها واندلق اللاشيء كما يشاء. يأتي برد الصبح سخيفا ويمر دون أن يكون نفسه. لا هو بارد ولاساخن و لامرئي ولا محسوس. يطلع النهار. يمشي إلى نهايته بخطاه على سجيته . أكون بجانبه دون أن أرشده.لايحادثني ولاأحادثه. تسألني السكرتيرة :'هل تريدين شيء ما؟' . وأرد : ' لاشيء، لاأريد أي شيء'. ويقلق الرجل في المحطة وهو يراني أفتش في حقيبتي كل مرة . يخاطبني :'هل فقدت شيئا؟ ' وأرد :'لاشيء، لا ، لامجرد ...لاشيء '. سألت أصدقائي :' هل يمكن أن يحدث أو حدث أن غولا أكل أصابع حبيبته وهي تنام؟ أيمكن أن ينسى الغول أن له حبيبة ويتذكر أنه غول فقط؟' ومنهم من رأى الغول شرا ومنهم من رآه بطلا خياليا. كل كانت له إجابته إلا أنا استمتع اللاشيء بالحضور معي ككل مرة. 'لاشيء' واسع كعيون الغول. إن عدت و قَبَّلْتَ عيوني أخال أنني سأبكي، وستسارع شفاهي لطمأنتك. تقول عني أنني أبكي من أجل لاشيء. و قد تفهم ربما أن حدوث اللاشيء أمر محزن جدا . وربما هو كذلك، ربما كان اللاشيء الغول الذي أكل أصابع حبي

في نبع الخوف

أخاف من الليل حين يستحيلُ بارداً كالقمر. خذني إليك وأرتجف. خذني إليك وأمشي إلى الخلف. خذني إليك وأراقص ظلال الحب التي حَسِبَتْ نفسها أشباحا. خذني إليك؛ أتسمعها حين أقولها في الفصل البعيد ولاتَحْمِلُها الريح إليكَ ولا الصَّدَف؟ تُرَاك تخاف أم تستعدُّ للجرأة؟ تُلَمِّعُ النجمات على كتفيك أم تنازل الوقت؟ شيء ما يقول لي أنني تعلمت الحب قبلك . أنك كنت تطوي ورق الشجر لينزلق الندى وكنتُ أرتبك. كنت أعرفك . وأنت تلعب النرد،تصارع الحظ ،كنتُ في الورق. وهم أم وشاية من غدٍ ؟ لاأعرف، لاأشتهي أن أعرف. أرحمُ أن أستحم في نبع الخوف حتى تأتي لنكون معاً . إن أتيت، إن كنت أنت. Nassira