المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٢

الجو جميل والغيم مريح

تفقد الكلمات معانيها. تصير مفرغة من وزنها وكنهها ومذاقها فتستوجب الصمت. من يستعمل الكلمات حين تفقد معانيها يعذبها لأنه يحملها مالا تقدر عليه ويلبسها روحا غير روحها. أحب الكلمات حين تجيء في موعدها وحين تغفو ساعة التعب وحين تهرب كي لاتلاقي مالاتحب. أحبها خفيفة تطير ومظلية تهبط في قلبي بأمان .وأطردها حاملة ياسمينا في غير فصله ومساحيق التجميل قد أرهقتها. أخاف ممن يقترب مني ويفتح علبة الكلمات كمن يفتح صندوق پاندورا ولايرى مابداخله . أخاف ممن فقدوا الإيقاع مع الزمن أو بالفطرة وأخاف حين تخرج كلمات كنت أخاف عليها وأغطيها حتى تنام. لا تعذبوا الكلمات ،رفقا بروحها. لو يأتي الملاك أسأله: 'ماذا تقول الملائكة حين تجلس على غيمة تستريح ؟ '. 'الجو جميل 'ربما أو 'الغيم مريح ' لأقول مثلها 'الجو جميل والغيم مريح.' Nassira     

حتَّى أوتى ..

عندما ينام الملاك في قلبي لا تسعى إليه. هو ممتلئ بالجناحين، بالريش، بالزهد الكثيف. هو قلبي كما لا تعرفه. عائدٌ إلى زمن البدايات، إلى دوران الدراويش، إلى رائحة الطين المبلل بالماء الزلال. خارجٌ عن قضبان الضلوع ، وراءها. ادخل خفيفًا هجعتك . اخفت صوتك كما يخبو الوجود, يبتعد حتى أعود. أوتى الصبر مفتاحا والحُبَّ أمير. أوتى المشيئة. أوتى قُبلة من ملاك. أوتى الجناح. Nassira

بذلة العريس

كان وسيما، وسيما جدا،وسيما كفارس يعيش في أحلام النساء الناعمة. بسمته،وقفته، حركاته ،نظراته الجادة اللبقة كانت ترافقه ولاشك باستمرار, لكنني في ذلك اليوم فقط جمعتها وأطرتها وأدخلتها وجداني. للحظات توجست.ما خامرني كثير ومريب.غادرت دنيا المتجر إلى عالم الجنيات وصرت واحدة منهن . حلقت بجناحي الصغيرين أمامه وخلفه وعدلت بذلته هنا وهناك وطمأنت نفسي أنني أحوله إلى مايشتهي. خشيت أن يرى جناحي وأن يشتم عطر الزنابق في أصابعي وبعثته إلى المرآة . المرايا خرساء لاتفضح و انطباعاتي جارفة . حاولت أن أقتبس منها ردة فعل مناسبة ومنها قرأت أن لاأجنحة لي ولا زنابق في المكان. قلت له أن البذلة وربطة العنق و حتى القميص تتناسق برونق وأنها تناسبه.وتركت القرار له. عدت إلى زميلتي أساعدها في محاسبة الزبائن بآلية وغبن. 'نعم وشكرا و من فضلك و إلى اللقاء ' ويتبدل الزبائن. حين وصل دوره كانت هي من حاسبه واكتفيت بتوديعه بابتسامة. غاب خلف زجاج المتجر وغاب نهار العمل خلفه. سيكون العريس وسترف أمامه الجفون بإعجاب . واحدة فقط هي من ستمسك ساعده وتمشي مختالة بجانبه. سيقول لها أنها الأحلى .وسيكون سعيدا كأي أم

بين پول ڤيرلين ودانتي أليغييري

صورة
هناك قصيدة فرنسية شهيرة يتحدث فيها الشاعر پول فيرلين عن حلم مؤثر ومتكرر عن امرأة تزوره في أحلامه . امرأة لايعرفها تحبه و يحبها. الحلم ليس هو ذاته في كل مرة بل هو حلم متجدد. امرأة تفهم قلبه الشفاف و لايعرف إن كانت شقراء أو سمراء أو غيرهما ولايتذكر عنها التفاصيل الدقيقة بل التأثيرات العميقة التي تحدثها في نفسه. Je fais souvent ce rêve étrange et pénétrant D'une femme inconnue, et que j'aime, et qui m'aime, Et qui n'est, chaque fois, ni tout à fait la même Ni tout à fait une autre, et m'aime et me comprend. Car elle me comprend, et mon coeur transparent Pour elle seule, hélas ! cesse d'être un problème Pour elle seule, et les moiteurs de mon front blême, Elle seule les sait rafraîchir, en pleurant. Est-elle brune, blonde ou rousse ? --Je l'ignore. Son nom ? Je me souviens qu'il est doux et sonore Comme ceux des aimés que la Vie exila. Son regard est pareil au regard des statues, Et pour sa voix, lointaine, et calme, et grave, elle a L'